ا
لجواب الفعلي من خلال هذه النماذج فاسمع لها وأعد قرائتها وحاول أن تتعلم منها فلا تتأخر.... هيا
1- حب سيدنا أبو بكر للنبي e
واليك هذ المشاعر التي يصيغها قلب سيدنا أبو بكر في كلمات تقرأ، يقول سيدنا أبو بكر: كنا في الهجرة وأنا عطش عطش ( عطشان جدا)، فجئت بمذقة لبن فناولتها للرسول e، وقلت له: اشرب يا رسول الله، يقول أبو بكر: فشرب النبي e حتى ارتويت!!
لا تكذّب عينيك!! فالكلمة صحيحة ومقصودة، فهكذا قالها أبو بكر الصديق .. هل ذقت جمال هذا الحب؟ انه حب من نوع خاص..!!
أين نحن من هذا الحب!؟
واليك هذه ولا تتعجب، إنه الحب.. حب النبي أكثر من النفس.. يوم فتح مكة أسلم أبو قحافة ( أبو سيدنا أبر بكر)، وكان سلامه متأخرا جدا وكان قد عمي، فأخذه سيدنا أبو بكر وذهب به إلى النبي eليعلن إسلامه ويبايع النبي e فقال عليه النبي e:' يا أبا بكر هلا تركت الشيخ في بيته، فذهبنا نحن إليه' فقال أبو بكر: لأنت أحق أن يؤتى إليك يا رسول الله.. وأسلم أبو قحافة.. فبكى سيدنا أبو بكر الصديق، فقالوا له: هذا يوم فرحة، فأبوك أسلم ونجا من النار فما الذي يبكيك؟ رواه الإمام احمد 6\249-250 والطبراني 24\88-89.
تخيّل.. ماذا قال أبو بكر..؟ قال: لأني كنت أحب أن الذي بايع النبي الآن ليس أبي ولكن أبو طالب، لأن ذلك كان سيسعد النبي أكثر..
سبحان الله، فرحته لفرح النبي أكبر من فرحته لأبيه أين نحن من هذا؟
2- حب عمر للنبي صلى الله عليه وسلم!!
يحكي سيدنا عمر رضي الله عنه ويقول: كنت أمشي مع النبي e ومعنا بعض أصحابه، وأخذ رسول الله بيدي ومشى، يقول عمر: فوجدت نفسي أقول: والله يا رسول الله إني أحبك!
انظر ماذا فعلت لمسة حانية رقيقة بقلب إنسان، هل تستطيع فعل ذلك؟.. هيا من الآن.
فقال له النبي e:' أكثر من ولدك يا عمر؟' قلت: نعم، قال:' أكثر من أهلك يا عمر؟' قلت نعم، قال:' أكثر من مالك يا عمر؟' قلت نعم، قال:' أكثر من نفسك يا عمر؟' قال: لا،
[ وانظر إلى صدقه مع نفسه ومع النبي e] فقال النبي e:' لا يا عمر، لا يكمل إيمانك حتى أكون أحب إليك من نفسك' يقول عمر: فخرجت ففكرت ثم عدت أهتف بها: والله يا رسول الله لأنت أحب إليّ من نفسي، فقال النبي e:' الآن يا عمر الآن'. رواه البخاري والإمام احمد 5\293.
فقال عبد الله بن عمر: ماذا فعلت يا أبي لتعود بها؟ فقال عمر: يا بني خرجت أسأل نفسي من أحتاج يوم القيامة أكثر، نفسي أم رسول الله؟ فوجدت حاجتي إليه أكثر من حاجتي إلى نفسي، وتذكرت كيف كنت في الضلال وأنقذني الله به.
فقال له عبد الله بن عمر: يا أبت إن نسيت كل شيء عن رسول الله، فما هو الشيء الذي لا تنساه أبدا؟ قال عمر: إن نسيت ما نسيت فلا أنسى يوم ذهبت إليه أقول: ائذن لي أن اخرج إلى العمرة يا رسول الله، فقال لي:' لا تنسنا يا أخي من صالح دعائك' أبو داود ، فقال كلمة ما يسرّني أن لي بها الدنيا!
لن يشعر بهذه الكلمات من يقرأها فقط.. إنها والله أحاسيس تحتاج لقلب يحب النبي e ليتلقاها كما هي.. غضة طريّة.
3- ثوبان يعلمك الحب والاشتياق..!!
غاب النبي e طوال اليوم عن سيدنا ثوبان خادمه.. وحينما جاء قال له ثوبان: أوحشتني يا رسول الله وبكى، فقال له النبي e:' أهذا يبكيك؟' قال ثوبان: لا يا رسول الله ولكن تذكرت مكانك في الجنة ومكاني فذكرت الوحشة، فقال له النبي e:' يا ثوبان المرء يحشر مع من أحب' يا فرحتك بحبك للنبي يا ثوبان!! اللهم ارزقنا هذا الحب.
4- حب سواد للنبي صلى الله عليه وسلم
سيدنا سواد بن عزيّة يوم غزوة أحد واقف في وسط الجيش -وهو بدين قليلا- فقال النبي e للجيش:' استووا.. استقيموا'. فينظر النبي فيرى سوادا لم ينضبط فقال النبي e:' استو يا سواد' فقال سواد: نعم يا رسول الله ووقف ولكنه لم ينضبط، فجاء النبي e بسواكه ونغز سوادا في بطنه (انه وقت حرب) قال:' استو يا سواد'، فقال سواد: أوجعتني يا رسول الله، وقد بعثك الله بالحق فمكني! فكشف النبي عن بطنه الشريفة وقال:' اقتص يا سواد' رواه ابن كثير في البداية والنهاية. فانكب سواد على بطن النبي يقبلها.
يقول: هذا ما أردت وقال: يا رسول الله أظن أن هذا اليوم يوم شهادة فأحببت أن يكون آخر العهد بك أن تمس جلدي جلدك.
ما رأيك في هذا الحب؟
وختاما.. أما تستحي!!!؟
كان النبي e يخطب في مسجده قبل أن يقام المنبر بجوار جذع الشجرة حتى يراه الصحابة.. فيقف النبي e يمسك الجذع، فلما بنوا له المنبر ترك الجذع وذهب إلى المنبر.. 'فسمعنا للجذع أنينا لفراق النبي e، فوجدنا النبي e ينزل عن المنبر ويعود للجذع ويمسح عليه ويقول له النبي e:' ألا ترضى أن تدفن هاهنا وتكون معي في الجنة؟' رواه ابن ماجه 1415. فسكن الجذع..
هل أنت أقل من هذا الجذع.
الجذع بكى لفراق النبي.. الجذع نطق.. الجذع أحس بحلاوة حب النبي.. فهل ما زلنا بعيدين عن حب رسول الله أم أننا نحبه من كل قلوبنا.. نحبه ونشتاق إليه؟ أصدق في حبك.. واعلم أنه:' يحشر المرء مع من أحب'. الزبيدي 5\163.