زينة الافهام في بيان بعض أحكام الشرب والطعام
محمد بن سالم بن مصبح البلوشي
الحمد لله وحده ' المتفرد بالإلوهية و الربوبية والكمال'وصلى الله وسلم على الحبيب النبي الصادق الأ مين 'وعلى صحبه والآل.
وبعد:
فهذا بيان غاية في الاختصار أدونه لذوي الإيمان والأفكار عن بعض أحكام الشراب والطعام في ديننا الشريف الإسلام أرجو به رحمة الغفار_
إعلم_رحمك الله_أن للشراب و الطعام أحكام وآداب لا غنى لكل مسلم و مسلمة عن معرفتها:
¤ أولها: لا يجوز الشرب أو الأكل إلا من ما -أحل الله(عز و جل)-قال سبحانه: ( يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم) ومن رحمة الله أن غالب الشراب و الطعام في الدنيا من الحلال وخص بعضه -بالتحريم - إما لضرره أو لنجاسته أو لهما معا أو لحكمة نجهلها يكفينا النهي عنها و التسليم( وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير) ' فمما حرم شربه أو أكله لضرره: السم قال(صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم)
ومن تحسى سما فقتل نفسه فسمه في يده يتحساه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا)رواه البخاري و مسلم, و الدم قال( صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم)
أحل لنا دمان-وذكر الكبد و الطحال-)مما يدل على حرمة تناول باقي الدماء 'ومما حرم شربه أو أكله لنجاسته:لحم الخنزير وإن كان يثبت به الضر على آكله 'ومما حرم شربه أو أكله لنجاسته و ضرره: الخمر 'ومما حرم شربه أو أكله لحكمة غير معلومة إلا عند الله وإن كان قيل فيه ما قيل:ذوات الناب من السباع وذوات المخلب من الطيور ' والله أعلم.
(فائدة:ما حرم أكل لحمه من الحيوانات يحرم شرب لبنه'وما حرم أكل لحمه من الطير يحرم أكل بيضه)
¤ ثانيا: يحرم الشرب و الأكل في أواني الذهب و الفضة قال( صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم)
إن الذي يأكل أو يشرب في آنية الذهب و الفضة إنما يجرجر في بطنه نار جهنم)رواه مسلم
¤ ثالثا: يحرم الشرب و الأكل من ما اكتسب بالحرام كالسرقة مثلا,قال( صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم): (ما نبت من السحت فالنار أولى به) و قال: ..(ومطعمه حرام,ومشربه حرام,و ملبسه حرام,وغذي بالحرام فأنى يستجاب له!?)رواه مسلم _قال بن دقيق العيد( رحمه الله)
فلا يستجاب له لكون مطعمه ومشربه وملبسه حرام).
¤ ثالثا: يحرم الأكل باليد الشمال إلا من عجز عن إستخدام يمينه قال( صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم)
لا يأكلن أحدكم بشماله ولا يشربن بها فان الشيطان يأكل بشماله و يشرب بها)رواه مسلم و الترمذي
¤ رابعا: يكره النفخ و التنفس في الإناء و الشراب فعن إبن عباس( رضي الله عنهما):أن النبي( صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم) نهى أن يتنفس في الإناء,أو ينفخ فيه.رواه أبو داود و الترمذي وقال:حديث حسن صحيح.
¤ خامسا: يكره الشرب من طرف الإناء كطرف القدح المنكسر أو المعوج فعن أبي سعيد الخدري( رضي الله عنه)قال:نهى رسول الله( صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم) عن الشرب من ثلمة القدح)رواه أبو داود وابن حبان
¤ سادسا: يكره أن يعيب المسلم الطعام أو الشراب فإن إشتهاه تناول منه أو يتركه فعن أبي هريرة( رضي الله عنه) قال:ما عاب رسول الله( صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم) طعاما قط إن إشتهاه أكله وإن كرهه تركه.متفق عليه.
¤ سابعا: يكره للمسلم أن يأكل متكئا,قال( صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم)
لا آكل متكئا)رواه البخاري.
¤ ثامنا: يستحب الإجتماع على الأكل وذلك للبركة التي تحصل فيه بسبب ذلك قال( صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم)
طعام الإثنين كافي الثلاثة وطعام الثلاثة كافي الأربعة) متفق عليه.
¤ تاسعا: تجب التسمية في أول الشرب و الأكل وإن نسي يقول
بسم الله أوله وبسم الله آخره ) ويستحب حمد الله بعد الأكل,قال( صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم)
إذا أكل أحدكم فليذكر إسم الله تعالى فإن نسي أن يذكر إسم الله تعالى في أوله فليقل بسم الله أوله و آخره) رواه أبو داود و الترمذي وقال:حديث حسن صحيح.وعن أبي أمامة(رضي الله عنه) أن النبي ( صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم) كان إذا رفع مائدته قال
الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه غير مكفى ولا مستغنى عنه ربنا)رواه البخاري.
¤ عاشرا: يستحب أن يأكل المسلم من أمامه ولا يطيش بيده يمنة و يسرة,قال( صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم)
كل مما يليك) متفق عليه.
¤ الحادي عشر: يستحب الأكل من جانب الصحن لا وسطه قال( صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم)
البركة تنزل وسط الطعام فكلوا من حافتيه ولا تأكلوا من وسطه)رواه أبو داود والترمذي وقال:حسن صحيح, وكذلك يستحب الأكل بثلاثة أصابع ولعق الأصابع بعد الأكل,قال كعب بن مالك( رضي الله عنه): رأيت رسول الله(صلى الله عليه وآله و صحبه وسلم) يأكل بثلاث أصابع فإذا فرغ لعقها.رواه مسلم.
¤ الثاني عشر: إذا سقط الطعام أو اللقمة يستحب إماطة الأذى و الوسخ عنه ثم أكلها قال( صلى الله عليه و آله و صحبه وسلم)
ولا يدعها للشيطان) رواه مسلم.
¤ الرابع عشر: يستحب الشرب وهو جالس ويجوز وهو واقف وقيل غير ذلك ,قال النووي( رحمه الله) في كتابه الثمين( رياض الصالحين)
باب بيان جواز الشرب قائما وبيان أن الأكمل و الأفضل الشرب قاعدا) ثم أورد (رحمه الله) أحاديث شريفة منها حديث ابن عباس( رضي الله عنهما) أنه سقى النبي( صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم) من زمزم فشرب و هو قائم.متفق عليه.ويستحب أن يشرب على شربتين وثلاث لقوله( صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم)
إشربوا مثنى وثلاث)رواه الترمذي وقال:حديث حسن.
¤ الخامس عشر: يستحب أن يكون ساقي القوم آخرهم شربا قال( صلى الله عليه وسلم)
ساقي القوم آخرهم يعني شربا)رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح.
هذا والله أعلم ,وصلى الله على محمد وآله و صحبه والحمد لله رب العالمين.