ناصح Admin
المساهمات : 137 تاريخ التسجيل : 02/07/2009
| موضوع: بر الوالدين والجنة الجمعة يوليو 03, 2009 4:56 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي أمر بالبر، ونهى عن العقوق، والصلاة والسلام على نبينا الصادق المصدوق، وعلى آله وصحبه أولي الطاعة والبر الممدود، أما بعد: فقد قال الله تعالى في محكم كتابه: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنْ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً) (الإسراء:23 ،24). وقد روي عن هشام بن عروة، عن أبيه، في قوله تعالى: (وَاَخفِض لَهُما جَناحَ الذُلِّ مِنَ الرَحمَةِ). قال: لا تمتنع من شيء أحباه. وعن الحسن أنه سُئل عن بر الوالدين فقال: (أن تبذل لهما ما ملكت، وتطيعهما ما لم يكن معصية). وقال سبحانه في وصيته للخلق بآبائهم: (وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنْ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ) (لقمان:14). * ثمرات بر الوالدين: لا يخفى على عاقل حق الله تعالى عليه، ولا منعم بعده سبحانه وتعالى على العبد كالوالدين، فقد قال الله تعالى: (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا ) (الأحقاف : 15) فأوجب الله بر الوالدين، ورغب فيه، ورتب عليه ثمرات عظيمة، ومنافع عديدة، ومن هذه الثمرات: 1- أن بر الوالدين أعظم من الجهاد في سبيل الله: سُئل النبي صلى الله عليه وسلم: أي العمل أحب إلى الله؟ قال: "الصلاة على وقتها". قال: ثم أي؟ قال: "ثم بر الوالدين". قال: ثم أي؟ قال: "الجهاد في سبيل الله" متفق عليه. وعن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: أقبل رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: أبايعك على الهجرة والجهاد أبتغي الأجر من الله تعالى، فقال: "هل من والديك أحد حي؟" قال: نعم، بل كلاهما. قال: "فتبتغي الأجر من الله تعالى؟"، قال: نعم. قال: "فارجع فأحسن صحبتهما" متفق عليه. 2- أن برهما مقدم على الهجرة: فَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ : جِئْتُ أُبَايِعُكَ عَلَى الْهِجْرَةِ وَتَرَكْتُ أَبَوَىَّ يَبْكِيَانِ. فَقَالَ : "ارْجِعْ إلَيْهِمَا فَأَضْحِكْهُمَا كَمَا أَبْكَيْتَهُمَا". رواه أبوداود وصححه الألباني 3- أن بر الوالدين أحب الأعمال إلى الله عز وجل بعد الصلاة المكتوبة :عَنْ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِى قَالَ: حَدَّثَنِى صَاحِبُ هَذِهِ الدَّارِ - وَأَشَارَ إِلَى دَارِ عَبْدِ اللَّهِ ( أي : ابن مسعود)- قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّه صلى الله عليه وسلمِ: أَىُّ الأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ؟ قَالَ: "الصَّلاَةُ عَلَى وَقْتِهَا" قُلْتُ: ثُمَّ أَىٌّ؟ قَالَ: "ثُمَّ بِرُّ الْوَالِدَيْنِ". قُلْتُ ثُمَّ أَىٌّ؟ قَالَ: "ثُمَّ الْجِهَادُ فِى سَبِيلِ اللَّهِ" قَالَ: حَدَّثَنِى بِهِنَّ وَلَوِ اسْتَزَدْتُهُ لَزَادَنِى. متفق عليه 4- أن رضا الله سبحانه في رضاهما، وسخطه في سخطهما: فعن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "رضا الرب في رضا الوالدين، وسخط الرب في سخط الوالدين" رواه الترمذي وصححه الألباني 5- أن الجنة تحت أقدام الأمهات: فعن معاوية بن جاهمة السلمي رضي الله عنه قال: أتيت رسول الله، فقلت: يا رسول الله إني كنت أردت الجهاد معك أبتغي بذلك وجه الله والدار الآخرة. قال: "ويحك أحية أمك ؟" قلت :نعم . قال: "ارجع فبرها". ثم أتيته من الجانب الآخر فقلت: يا رسول الله إني كنت أردت الجهاد معك أبتغي بذلك وجه الله والدار الآخرة . قال: "ويحك أحية أمك ؟" قلت: نعم يا رسول الله. قال: "فارجع إليها فبرها" ثم أتيته من أمامه فقلت: يا رسول الله إني كنت أردت الجهاد معك أبتغي بذلك وجه الله والدار الآخرة. قال: "ويحك أحية أمك ؟" قلت: نعم يا رسول الله. قال: "ويحك الزم رجلها فثم الجنة" رواه ابن ماجه وصححه الألباني 6- بر الوالدين من أيسر السبل لدخول الجنة: فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "رَغِمَ أَنْفُهُ ثُمَّ رَغِمَ أَنْفُهُ ثُمَّ رَغِمَ أَنْفُهُ" قِيلَ: مَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: "مَنْ أَدْرَكَ وَالِدَيْهِ عِنْدَ الْكِبَرِ أَحَدَهُمَا أَوْ كِلَيْهِمَا ثُمَّ لَمْ يَدْخُلِ الْجَنَّةَ". رواه مسلم * من أنواع البر للوالدين: • طاعتهما فيما يأمران به ما لم يكن بمحظور ولو كانا مشركين: قال الله تعالى: (وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) (لقمان : 15). • تقديم أمرهما على نوافل العبادات: يدل على ذلك قصة جريج العابد، وقد قدم صلاة النافلة على إجابة دعوة أمه له. • تقديم الأم في البر: فعن أَبِى هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ بِحُسْنِ صَحَابَتِى؟ قَالَ: "أُمُّكَ". قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: "ثُمَّ أُمُّكَ". قَالَ:ثُمَّ مَنْ قَالَ : "ثُمَّ أُمُّكَ". قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: "ثُمَّ أَبُوكَ". متفق عليه وعن الحسن، قال: "للوالدة الثلثان من البر، وللوالد الثلث". • الإنفاق عليهما والمبالغة في خدمتهما: وما قصة البار بأبويه من الثلاثة أصحاب الغار منا ببعيد، حيث قال: "اللَّهُمَّ إِنِّي كَانَ لِي أَبَوَانِ شَيْخَانِ كَبِيرَانِ فَكُنْتُ أَخْرُجُ فَأَرْعَى ثُمَّ أَجِيءُ فَأَحْلُبُ فَأَجِيءُ بِالْحِلَابِ فَآتِي بِهِ أَبَوَيَّ فَيَشْرَبَانِ ثُمَّ أَسْقِي الصِّبْيَةَ وَأَهْلِي وَامْرَأَتِي فَاحْتَبَسْتُ لَيْلَةً فَجِئْتُ فَإِذَا هُمَا نَائِمَانِ قَالَ فَكَرِهْتُ أَنْ أُوقِظَهُمَا وَالصِّبْيَةُ يَتَضَاغَوْنَ عِنْدَ رِجْلَيَّ فَلَمْ يَزَلْ ذَلِكَ دَأْبِي وَدَأْبَهُمَا حَتَّى طَلَعَ الْفَجْرُ اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ فَافْرُجْ عَنَّا فُرْجَةً نَرَى مِنْهَا السَّمَاءَ قَالَ فَفُرِجَ عَنْهُمْ" متفق عليه • عدم رفع الصوت عندهما، أو إحداد النظر إليهما، أو دعوتهما بالاسم المجرد، والمشي وراءهما مع إجلالهما والهيبة لهما. • الصبر على ما يصدر منهما مما يكرهه الإنسان: وكما قيل: "ليس البر فيما تحب، ولكن البر فيما تكره"، فتطعهما وتصبر على ما تكره منهما. * إثم عقوق الوالدين : • عقوق الوالدين من أكبر الكبائر التي نهانا الله تعالى عنها: قال سبحانه: (فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا) (الإسراء : 23)، وفي الحديث المتفق عليه من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟" قلنا: بلى يا رسول الله، قال: "الإشراك بالله، وعقوق الوالدين" وكان متكئاً وجلس فقال: "ألا وقول الزور وشهادة الزور"، فما زال يرددها حتى قلنا ليته سكت" متفق عليه، وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ مِنْ أَكْبَرِ الْكَبَائِرِ أَنْ يَلْعَنَ الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ" قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَكَيْفَ يَلْعَنُ الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ؟ قَالَ: "يَسُبُّ الرَّجُلُ أَبَا الرَّجُلِ فَيَسُبُّ أَبَاهُ وَيَسُبُّ أُمَّهُ" البخاري • العاق لوالديه لا ينظر الله إليه يوم القيامة، ولا يدخل الجنة: ففي الحديث عن ابن عمر رضي الله عنهما، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: "ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة العاق لوالديه ومدمن الخمر والمنان عطاءه وثلاثة لا يدخلون الجنة العاق لوالديه والديوث والرجلة . أحمد وصححه الألباني وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: "ثلاثة حرم الله تبارك وتعالى عليهم الجنة:مدمن الخمر والعاق والديوث الذي يقر الخبث في أهله" أحمد وصححه الألباني وعَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "ثَلاثَةٌ لا يَقْبَلُ اللَّهُ لَهُمْ صَرْفًا وَلا عَدْلا عَاقٌّ وَمَنَّانٌ وَمُكَذِّبٌ بِالْقَدَرِ" السنة لابن أبي عاصم، وحسنه الألباني • إجابة دعوة الوالدين للولد أو عليه: عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "ثَلاَثُ دَعَوَاتٍ مُسْتَجَابَاتٌ لاَ شَكَّ فِيهِنَّ دَعْوَةُ الْوَالِدِ وَدَعْوَةُ الْمُسَافِرِ وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ". أبو داود وصححه الألباني هذا وصل اللهم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم. | |
|