هل تعلمون من هم الغرباء؟
اللهم اجعلنا منهم قولوا امين.
بدأ الإسلام غريباً وسيعود كما بدأ غريباً فطوبى للغرباء.
إنها بشرى من رسول الله صلى الله عليه وسلم
إنها بشرى من نبي الإسلام
ولكن… لمن؟
للغرباء
إنهم قوم صالحون بين قوم سوء كثيرون
إنهم رجال ونساء صدقوا ما عاهدوا الله عليه
يقبضون على الجمر ويمشون على الصخر
ويبيتون على الرماد ويهربون من الفساد
صادقة السنتهم عفيفة فروجهم محفوظة أبصارهم كلماتهم عفيفه وجلساتهم شريفة
الغرباء هم أناس عرفتهم الأسحار بدموعهم بنجواهم في ظلمات الليل
الغرباء هم أناس يفدون دينهم بأرواحهم لتكون كلمة الله هي العليا
الغرباء هم أناس مثاليون ويدفعون ثمن مثاليتهم أنهم أصبحوا
غرباء وحيدون حزينون لكن بربهم يستأنسون وبرحمته يطمعون
الغرباء هم القابضون على الجمر في زمن أصبح الحليم فيه حيرانا
الغرباء ... ليس الزمان زمانهم ولا المكان مكانهم ..كأنهم من عالم آخر غير هذا العالم
غرباء في الأرض ... مسافرون يتزودون بما يعينهم على السفر حتى يصلوا إلى دار القرار
آمنين لهم فيها الحسنى وزيادة
هم المهاجرون إلى الله يدعونه آناء الليل وأطراف النهار
أن يفرج غربتهم وغربة الإسلام ويقبل هجرتهم إليه ويتوفاهم شهداء صديقين ...
الغرباء هم أناس أتقياء .
حتى لا يجد التقي منهم إلا أن يعتزل الناس حتى لا يفتنوه ولا يؤذوه في دينه ...
هم الغرباء هم مع الناس بجسمهم ولكن قلبهم
قد نقب عن الخلق سربا فخفي عنهم
يشعرون بغربة بين أهلهم وأحبابهم فلا الناس ناسهم ولو كانوا أهليهم ،
فيشق عليهم ذلك كثيرا
فتخور قواهم فيهروبون حتى من وجودهم الحقيقي
و من مواجهة أنفسهم و قلوبهم !
لا حول لهم ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
ولا يجدون ملجأ من الله إلا إليه
فيأتيهم اليقين .... وينزل الله السكينة على قلبوبهم ويثبتهم بتثبيته ....
فلا يبقى منهم على هذه الأرض إلا جسد من الأرض ويعود إليها ....
بينما الروح قد سمت إلى مكان أعلى وأسمى ....
وإن بعدت الشقة ... والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا...
وإن زادت الوحشة ...وإن طالت الغربة ...
وإن طال الليل ---وخارت القوى ----وكثر الأنين--وزاد الحنين
ولنتذكر دوماً وعداً كريماً قاله أشرف الخلق
الذي لا ينطق عن الهوى عن ربه الذي لا يخلف الميعاد:
طوبى للغرباء
طوبى للغرباء
طوبى للغرباء