السميع:
قال جلً في علاه(رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)
أي تسمع وتجيب فقال عن نفسه(إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ)
وقال عن نفسه(إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ)
فهو السميع لأقوال عبادة وحركات مخلوقاته يسمع السر وأخفى
((سَوَاء مِّنكُم مَّنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَن جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ)10( لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ)11( هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ)12( وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلاَئِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَن يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ)13())
فهو سميع ذو سمع بلا تكييف ولا تشبيه ولا تمثيل
جاءت أمرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم تشتكي زوجها
قالت:قال لي أنتي علي كظهر أمي
فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم(والله ماأراك إلا قد حرمت عليه
تشتكي وترفع شكواها إلى الله قالت يارسول الله ((إن لي صبية صغار إن ضممتهم إلي جاعوا وإن ضممتهم إليه ظاعوا
فقال بأبي هو وامي ((والله ما أراك إلا قد حرمت عليه))
قالت تجادل وتشتكي وترفع شكواها إلى الله((لقد أفنى شبابي وأفنى مالي ))
فيقول لها النبي صلى الله عليه وسلم((والله ماأراك إلا قد حرمت عليه))
وماهي إلا لحظات إلا وجواب ربها يأتيها ويواسيها ويرفع عنها الظلم والعدوان
((قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ(1) الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنكُم مِّن نِّسَائِهِم مَّا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنكَراً مِّنَ الْقَوْلِ وَزُوراً وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ(2) ))
تقول عائشة(تبارك الله الذي وسع سمعه كل شيئ لقد جائت المجادلة إلى النبي صلى الله عليه وسلم
تكلمه وتجادله وأنا في ناحية البيت ما بيني وبينها إلا ستار والله ما سمعت شيئ من كلامها)وفي رواية: الحمد لله الذي وسع سمعه الأصوات
تأمل في قوله((يوم ناداه زكريا نداء خفيا))
فسمع الصوت واجاب الدعاء
عند البخاري من حديث ابي موسى الأشعري رضي الله عنه قال :كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فكنا إذا علونا كبرنا فقال: أربعوا على أنفسكم فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبا تدعون سميعاً بصيراً قريبا
(وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ)
سارعمر يوما ومعه ابوعبيده: فالتقته امرأة في الطريق
فقالت:إيه ياعمر لقد كنت تسمي عميراًتصارع الفتيان في اسواق عكاظ ثم مالبثت ان سُميت عمرا ثم ما لبثت حتى أصبحت أمير للمؤمنين فاتق الله يا عمر واعلم أن الله سائلك عن الرعية كيف ترعاها
فبكى عمر بكاءً شديداً
فلام أبو عبيدة المرأة على قسوتها على عمر
فقال له عمر:
دعها يا اباعبيدة فهذه التي سمع الله قولها من فوق سبع سموات فحريُ بعمر أن يسمع قولها
سبحانه سميع لدعاء الخلق وألفاظهم عند تفرقهم و عند اجتماعهم
لا تختلف عليه اللهجات ولا اللغات يعلم مافي قلب القائل قبل أن يقول وقد يعجز القائل عن التعبير عن مراده والله يعلم ذلك فيعطيه الذي في قلبه
وجاء اسمه السميع مقترناً بغيرة من الأسماء
(سميع عليم) (سميع بصير)(سميع قريب)
وهي تدل على الإحاطة بالمخلوقات كلها وأن الله محيط بها لايفوته شيء منها ولا يخفى عليه بل الجميع تحت سمعه وبصره وعلمه
وفي ذلك تنبيه للعاقل وتذكير للغافل كي يراقب نفسه وما يصدر عنها من أقوال وأفعال (( أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون ((
ومتى آمن الناس بذلك وتذكروه فإن أحوالهم تتغير من القبيح إلى الحسن ومن الشر إلى الخير وإذا تناسوا ذلك فسدت أخلاقهم وأعمالهم.